استعمال النظائر المشعه في علاج الامراض
النظائر المشعة (بالإنجليزية: radionuclide ):
هي العناصر الكيميائية المشعة التي تكون أنويتها غير مستقرة ولها نفس عدد البروتونات ولكنها تختلف بعدد النيوترونات أي أنها تختلف بالخواص الفيزيائية ولكنها تتماثل بالخواص الكيميائية.
استعمال النظائر في الطب
منذ أن اكتشفت العالمة ماري كوري وزوجها عنصر الراديوم في عام 1898 كان الأطباء أول من اهتموا بالاستفادة من المواد المشعة واستخدامها في التشخيص والعلاج. وبعد اكتشاف المفاعلات الذرية أمكن الحصول على أعداد كبيرة من النظائر المشعة والتوسع في استخدامها . وقد ساعد استخدام النظائر المشعة الأطباء على التحليل والكشف الدقيق والتعرف على مواطن الأمراض ومسار الجراثيم في الجسم. إن استخدام النظائر المشعة في المجال الطبي يعتبر من أحدث التطورات في الطب الحديث. والطب النووي هو الفرع الطبي الذي تستخدم فيه النظائر المشعة لتشخيص بعض الأمراض وعلاج البعض الآخر , وقد سمي بالنووي نسبة إلى نواة الذرة وهي مصدر الإشعاع المنبعث من هذه المواد المشعة ويعتبر الطب النووي من أحدث تطبيقات التكنولوجيا في المجال الطبي. وتتميز المواد المشعة بنشاط إشعاعي(القدرة على التحلل الذاتي لنواة ذرة المادة المشع) وهذا التحلل يختلف من مادة لأخرى ليعطي نوعيات مختلفة من الإشعاعات .
عندما يتحول جسمك الى مشع بفضل مواد نووية ستؤدي بالنهاية الى شفائك من مرض عضال، فإنك بالتأكيد ستقبل فكرة ان تحقن هذه النظائر في جسدك، فهي ستعمل بالإضافة لتشخيص مرضك على معالجة المرض ذاته، وفي هذا المجال، تعمل المستشقيات حول العالم على استخدام النظائر المشعة في معالجة الامراض الخبيثة والمزمنة، فما هو الطب النووي؟ وما هي مجالات استخدامه؟
تعريف
ودراسات الطب النووي والتصوير عموما أكثر تخصصا في الاعضاء أو أنسجة معينة (مثلا: فحص الرئتين والقلب، مسح العظام، فحص للدماغ، وغيرها) من الطرق التقليدية في التصوير الشعاعي، والتي تركز على مقطع معين من الجسم، ويعتبر المؤرخون أن النظائر المشعة المنتجة اصطناعيا، واكتشفت بواسطة فريديريك جوليو كوري وإيرين جوليو كوري في عام 1934 أن هذه النظائر بالغة الأهمية في الطب النووي.
وتتميز المواد المشعة بنشاط اشعاعي، ويقصد به القدرة على التحلل الذاتي لنواة ذرة المادة المشعة، وهذا التحلل يختلف من مادة لأخرى ليعطي نوعيات مختلفة من الإشعاعات، مثل إشعاع “بيتا” أو إشعاع “غاما”.
وهذا النظائر المشعة غير ضارة، وذلك لكونها تبقى في الجسم لفترة قصيرة جدا، ويتخلص منها الجسم عن طريق البول، وهي اقل ضررا من الأشعة السينية والتصوير الطبقي (CT)، لان الأشعة السينية تصيب أعضاء أخرى من جسم المريض غير تلك التي يراد معالجتها، بينما يكون النظير المشع داخل الجسم غالبا محدود الانتشار ويتوجه للعضو المصاب تحديداً. كما ان استخدام التقنيات كالتصوير الطبقي والرنين المغناطيسي يوضح ما هي تركيبة اعضاء الجسم المراد فحصها، بينما تعمل النظائر على ايضاح ماهية الاعضاء، ومدى قدرتها على القيام بدورها داخل جسم الانسان، ومن الجدير ذكره ان النظائر المشعة لها تأثير مدمر على الخلايا السرطانية، وبالتالي فان الاستخدام السليم والآمن لهذه المواد النووية يكون اكثر نجاعة من غيره.
ومن اكثر الاستخدامات السليمة للنظائر هي تقدير نسب الهرمونات في الدم، مثل هرمون الغدة الدرقية والهرمونات الأنثوية والذكرية وهرمون الإنسولين، ويتم استخدام النظائر المشعة أيضا لفحص الكبد والطحال والمخ والرئتين والنخاع العظمي والقلب والأوعية الدموية، كذلك يمكن الكشف عن الأورام الخبيثة في القولون والبنكرياس وعلاج الغدة الدرقية، والأورام اللمفاوية.
العلاج
-الكوبالت المشع: في علاج سرطان الحنجرة والمثانة البولية وسرطان المخ والعظام وغيرها، ويستخدم الكوبالت-60 كمصدر لأشعة غاما في تقنية سكينة غاما (Gamma Knife) لعلاج أورام الدماغ والصرع، لانه يمتاز بطاقة عالية، وبالتالي تتم العملية دون اللجوء للجراحة.
-السيزيوم المشع: يستخدم في علاج سرطان الثدي.
-الراديوم المشع: في علاج سرطان اللثة وسرطان عنق الرحم، وذلك عن طريق أقراص أو إبر تزرع في العضو المصاب للقضاء على الخلايا السرطانية.
-الذهب المشع: يستخدم في حالات سرطان وأورام الغدة النخامية.
فيما يستخدم اليود المشع في علاج سرطان الغدة الدرقية.
اضف اليها العديد من المواد المشعة مثل: تيكنيتيوم، ثاليوم، الجاليوم، فلورين وانديوم، وهذه المواد تحقن في الوريد، بينما هناك مواد تحقن عن طريق المجاري التنفسية، ونذكر منها: كسينون، كريبتون وتيكنيتوم.
استعدادات ما قبل العلاج
يتم الاستعداد للعلاج بواسطة النظائر المشعة حيث يتم اعداد المريض للحصول على افضل النتائج واكثرها دقة، ويتم تحديد نوع من الاغذية وكمية الادوية ونوعها التي يسمح للمريض بتناولها، والتأكد من عدم وجود حمل عند السيدة المريضة، ومراقبة الحالة النفسية للمريض، ويوصى دائما بالتشاور مع قسم الطب النووي قبل العلاج.
مصدر النظائر المشعة
نحو ثلثي النظائر الطبية الموجود في السوق العالمية يتم إنتاجها في مختبرات خاصة في مدينة اونتاريو في كندا. وبالتحديد في مفاعل ناورو، وتحت اشراف لجنة السلامة النووية الكندية وفق نظم ومعايير السلامة الحديثة.
أخيرا، لا بد من ان اذكر ان الطب النووي حقق انتصارات عديدة على الكثير من الامراض المستعصية، وتعمل جميع الدول المتقدمة علميا على تطوير استخدامات النظائر المشعة وتوسيع مجالاتها العلاجية.
وفيما يلي أهم استعمالات المواد المشعة في المسح الإشعاعي للأعضاء:
1. §المسح الإشعاعي للغدة الدرقية وقياس نشاطها Thyroid Scan and I131 uptake وهذا الفحص يعتبر أول فحص استخدم بكثرة في مجال الطب النووي. ومن المعروف بأن الغدة الدرقية تتميز بشراهتها في التقاط مادة اليود ولهذا يستعمل اليود المشع (يود131 ويود125) في قياس نشاط الغدة والمسح الإشعاعي لها، ويأخذ المريض جرعة اليود المشع عن طريق الفم على فترات (ساعتين - 4 ساعات - 8 ساعات - 24 ساعة) تحسب له بطريقة معينة النسبة المئوية لالتقاط الغدة لليود باستخدام جهاز المسح الإشعاعي وفي نفس الوقت تؤخذ صورة للغدة الدرقية عن طريق كاميرا الجهاز وتبين هذه الصورة حجم الغدة وشكلها وانتشار المادة المشعة فيها ويستخدم فحص المسح الإشعاعي للغدة الدرقية ونشاطها في الحالات التالية: §معرفة حجم الغدة §اكتشاف حالات تضخم الغدة الدرقية البسيطة والفيزيولوجية §حالات سرطان الغدةThyroid Carcinoma §حالات تضخم الغدة العنقودي والحويصليNodular Goitre and Thyroid Cyst §حالات زيادة نشاط الغدة الدرقية وتضخم الغدة التسمميThyrotoxic Goitre §حالات نقص وكسل الغدة الدرقيةHyperthyrodism and Myxoedema §تحديد المكان لوجود أنسجة غدية في غير مكانها الطبيعي Ectopic Thyroid §التهابات الغدة الدرقية الحادة والمزمنةAcute ,Subacute and Chronic Thyroiditis تقييم وتحديد وضع الغدة الدرقية بعد عمليات الإستئصال Post Operative
2. §المسح الإشعاعي للكبدLiver Scan تستخدم كثير من النظائر المشعة في حالات المسح الإشعاعي للكبد ومن أهما التكنزيوم99 TC99 بعد خلطه بمادة رغوية تلتقط بخلايا الكبد ويعطى للمريض عن طريق الحقن الوريدي، ويطلب فحص المسح الإشعاعي للكبد في الحالات الآتية: §تحديد حجم الكبد وشكله وموضعه §تحديد أورام البطن ومعرفة ما إذا كانت في الكبد أو خارجه §اكتشاف نوع وسبب تضخم الكبد مثل حالات خراج الكبد وأورامه وأكياسه أو أي تجمع دموي بالكبد §تحديد مكان أي ورم بالكبد عند أخذ عينة منه §المقارنة بين حالة الكبد فبل وبعد العلاج كما في حالات ثانويات السرطان في الكبد Liver Metastasis معرفة وتحديد أمراض الكبد المزمنة مثل تليف الكبدLiver Cirrhosis والتهاب الكبد Hepatitis وأمراض التمثيل الغذائي Metabolic Diseases
3. §المسح الإشعاعي للطحالSpleen Scan وتستخدم فيه أيضاً مواد مشعة كثيرة منها مخلوط التكنزيوم والمادة الرغوية ويظهر في هذه الحالة في نفس صورة المسح الإشعاعي للكبد ويعطى المخلوط أيضاً عن طريق الوريد والحالات التي تتطلب فيها هذا المسح هي: §تحديد حجم الطحال وشكله §تضخم الطحال وأورامهSplenomegaly §تحديد مكان الطحال عند استعمال الأشعة العميقة والمواد المشعة في علاج سرطان الدم §إصابة الطحال بتهتك خاصةً بعد الحوادث §بعد حالات استئصال الطحال وفي حالات جلطة الطحال وجود أنسجة للطحال في غير مكانها الطبيعي
4. §حالات المسح الإشعاعي للمخBrain Scan ويستخدم فيه التكنزيوم فقط أو مخلوطاً بمادة تسمى DTPA حيث تعطى بالحقن الوريدي ويستخدم المسح الإشعاعي للمخ في الحالات التالية: §أورام المخ السرطانية والحميدة

تعليقات
إرسال تعليق