اختراعات من صنع العرب
يمتلك العرب مجداً مهماً تعود جذوره إلى قديم الزمان؛ حيث يُعدّ العرب من الشعوب الإنسانيّة المميّزة، فاستطاعوا تحقيق العديد من الإنجازات خلال العصور المختلفة، وتحديداً في مجال الأدب، والسياسة العسكريّة والحربيّة، والفنون، والعلوم، كما عرفوا النقود التي شكّلت جُزءاً من حياتهم خلال العصور المتنوعة، ولم يقف تميّز العرب عند الاختراعات والإنجازات المتنوّعة، بل تميّزوا أيضاً بأخلاقهم، وعاداتهم، واهتمامهم بالمرأة والمحافظة على مكانتها.
اختراعات العرب
قدّم العرب وحضارتهم العربيّة الكثير من الاختراعات والإنجازات إلى العالم، وشملت شتّى المجالات العلميّة والفكريّة، مثل: الكيمياء، والفلك، والرياضيات، والطبّ، وغيرها من المجالات الأُخرى، وفي ما يأتي مجموعة من أبرز وأهمّ الاختراعات التي قدّمها العرب إلى العالم:
الغرفة المظلمة
الغرفة المُظلمة أو الحُجرة المظلمة هي من الاختراعات العربيّة الإسلاميّة التي تنتمي إلى العالم العربيّ ابن الهيثم، وأسّسها بناءً على ملاحظته لدخول الضوء من ثقب إحدى النوافذ وصولاً إلى وقوعه على الجدار المقابل للنافذة؛ ممّا يؤدي إلى تشكيل صورة قمر في حال كسوف الشمس، وتمكّن ابن الهيثم من توضيح مرور الضوء بشكلٍ مستقيم، واستطاع لاحقاً الوصول إلى اختراع الغرفة المظلمة، واستخدامها في دراسة طُرق سير الضوء عبر خطوط مستقيمة، وتُرجِمَت الغرفة المُظلمة إلى اللغة اللاتينيّة لتصبح (Camera Obscura)، ومن هنا اكتشف العالم آلات التصوير (الكاميرا) التي ما زالت تُستخدم حتّى هذا اليوم، وهكذا تُعدّ الكاميرا اختراعاً عربيّاً متطوّراً عن الغرفة المظلمة الخاصة بابن الهيثم
رفع الماء
يعود اختراع رفع الماء إلى العرب المسلمين الذين استطاعوا ابتكار طُرق جديدة لحصر المياه، وجعلها تسير وتُرفع ضمن قنوات؛ عن طريق تطويرهم لاختراع ناعورة الماء، والتي عُرِفت للمَرّة الأولى في نهايات القرن السابع ضمن أراضي مدينة البصرة عندما حُفِرت قناة مائيّة فيها، ومن أشهر النواعير المائيّة تلك الموجودة في مدينة حماة السوريّة، والواقعة على مجرى مياه نهر العاصي والتي ما زالت تعمل إلى هذا اليوم
الصيدلة والدواء
يُعدّ العرب أول من اخترع علم الصيدلة والدواء؛ حيث انتشرت الصيدليات في مدينة بغداد منذ 1100 عام، وتميّز الصيادلة بأنّهم يمتلكون حِرفاً خاصة بهم ويديرونها بشكلٍ مستقل؛ من خلال الاعتماد على مهاراتهم في صناعة وحفظ الدواء، وتطوّر المسار العمليّ في علم الصيدلة بشكل كبير، ودعمه العديد من العُلماء العرب المشهورين، ومن الأمثلة عليهم سابور بن سهل الذي يُعتبر الطبيب العربيّ الأول الذي وصف الأدوية للمرضى، والعالم الرازي الذي استخدم الكيمياء في صناعة الدواء، والعالم ابن سينا الذي قدّمَ حوالي 700 وسيلة لصناعة الدواء، كما حرص على وصف تعليماتها وخصائصها، والعالم الكندي الذي اهتمّ بتحديد الجرعة المناسبة من الدواء للمرضى
الصواريخ والطوربيدات
على الرغم من أن الصينيين هم الذين اخترعوا البارود من الملح الصخري، واستخدموه في الألعاب النارية الخاصة بهم، فإن العرب هم الذين عملوا على تنقيته باستخدام نترات البوتاسيوم، للإستخدام العسكري. وقد أرهبت أدوات وآلات العرب الحارقة جيوش الصليبيين وبثّت الرعب في نفوسهم من شدّة بأسها. وفي القرن الخامس عشر، اخترع المسلمون الصاروخ، الذي أطلقوا عليه اسم ” البيضة ذاتية الحركة والاشتعال “، والطوربيد – وهو قنبلة ذاتية التوجه على شكل كمّثرى، رأسها مزوّد بحربةٍ – والتي كانت تخترق سفن العدو وبعد ذلك تنفجر.
الطاحونة الهوائية
تمّ اختراع الطاحونة الهوائية في عام 634، لخليفة فارسي، وكانت تستخدم لطحن الذرة، ورش المياه ولأغراض الريّ. في الصحارى الشاسعة من جزيرة العرب، وبعد أن تكون مجاري المياه الموسمية قد جفّت، كان المصدر الوحيد للطاقة هي الرياح التي تعصف باستمرارٍ في اتجاه واحد لمدة شهور. وكان للطواحين 6 أو 12 شراعاً، مغطاة بالنسيج أو بأوراق النخيل. وكان ذلك قبل 500 عاماً من ظهور طواحين الهواء في أوروبا.

تعليقات
إرسال تعليق