بحث عن المراحل السياسية التي مرت بها الحضارة الصينية
في وديان الأنهار الثلاثة وجدت أهم مراكز الحضارة الصينية القديمة وقد مرت الحضارة الصينية بثلاث مراحل سياسية وثلاث اسر حاكمة هي
سلالة Hsia التي حكمت فترة (2183-1752)ق.م
تعد أول أسرة ملكية في تاريخ الصين, وتركزت في غربي مقاطعة خنان وجنوبي مقاطعة شانشي. وامتدت نفوذها وتأثيرها إلى جنوب النهر الأصفر وشماله، كما بدأت تدخل إلى المجتمع العبودي. بعد أسرة شيا، ظهرت أسرة شانغ ثم أسرة تشو الغربية اللتان تطور فيهما نظام العبودية. ثم عصر الربيع والخريف وعصر الممالك المتحاربة اللذان انحط فيهما نفوذ البلاط الملكي وتنافس الأمراء والحكام من أجل الهيمنة. وهما مرحلة انتقالية من المجتمع العبودي إلى المجتمع الإقطاعي.
سلالة Shang التي حكمت فترة (1751-1112)ق.م
بدؤوا يستخدمون الأدوات الحديدية. وفي مجال صناعة الفخار تم إنتاج أدوات الفخار الأبيض والفخار الملون. كما تطور نسيج الحرير، فظهر أول فنون نسيج الحرير الجيكار في تاريخ العالم. وفي عصر الربيع والخريف ظهر فن صناعة الفولاذ. وفي عصر الربيع والخريف وعصر الممالك المتحاربة، كان هناك نهوض كبير لنشاطات ثقافية، فظهر كثير من الفلاسفة مثل لاو تسي وكنفوشيوس ومنشيوس والاستراتيجي سون وو الذين أثروا تأثيرا عميقا واسعا في الأجيال اللاحقة.
سلالة Chou التي حكمت فترة (1111-249)ق.م
وضع ينغ تشنغ الإمبراطور تشين شي هوانغ حدا للنزاعات بين أمراء وحكام الممالك المتحاربة والتي دامت أكثر من 250 عاما، وأسس أول دولة إقطاعية مركزية موحدة متعددة القوميات في تاريخ الصين - أسرة تشين. لقد وحّد الإمبراطور تشين شي هوانغ اللغة المكتوبة، والمقاييس والمكاييل والنقد، وأقام نظام المحافظات والولايات. واستخدم الناس هيكل الدولة الإقطاعية الذي أسسه لمدة أكثر من 2000 عام فيما بعد. ونظم أكثر من 300 ألف شخص لمدة بضعة عشر عاما لبناء سور الصين العظيم الذي يمتد أكثر من 5000 كيلومتر في شمالي الصين، كما بدأ في بناء مقبرته الضخمة الحجم وهو على قيد الحياة. تماثيل الجنود والخيول الصلصالية لحراسة مقبرة الإمبراطور تشين شي هوانغ، المكتشفة عام 1974، هزت العالم. ولقبت الـ8000 تمثال من الجنود والخيول والعربات الحربية الصلصالية بالحجم الواقعي بـ "الأعجوبة الثامنة في العالم"
اما من الناحية الفكرية والفلسفية فيمكن ايجاز مراحل تطور الفكر الاجتماعي الصيني في ثلاث مراحل وثلاث اشخاص كونفوشيوس وما يمثله من منهج اجتماعي، ولاوتز بمنهجه الصوفي، وموتزو وما يمثله من منهج نفعي وهو أول المفكرين الاجتماعيين في الصين واكثرهم غموضا ً وسنعرض هنا لاثنين من المفكرين الاجتماعيين هم كونفيشيوس ولاوتز
يتم تحديد القول ان المحللين المعنيين انقسموا بين تيارين كبيرين. تيار يضم أصوات الناقدين الذين تتزايد أعدادهم المشككين بالسياسة الخارجية التي تنتهجها الصين منذ عدة عقود من الزمن والتي تؤكد ضرورة أن تحتفظ الصين بموقع متراجع "مطأطئة الرأس" على المسرح الدولي، كما أراد زعيم الصين ما بعد ماو تسي تونغ، أي "دينغ هسياو بينغ". هؤلاء الناقدون يشددون على القول انه ينبغي على الصين أن تتخذ مواقف أكثر جسارة على المسرح الدولي مما يتناظر مع موقعها كقوّة عالمية كبرى.
التيار الآخر، المهيمن على أركان السلطة في الصين، يرى أن النداءات الدولية المتكررة للصين كي تأخذ دوراً أكثر فعالية في المسائل الدولية إنما تعبّر في عمقها عن "مؤامرة" تحيكها البلدان الغربية من أجل "استنزاف" الموارد والثروات الصينية. والمثال البليغ على مثل هذه "الفلسفة السياسية" تجد ترجمتها أنه منذ نهاية الحرب الباردة لا يشارك ممثل الصين غالباً في الاقتراع بمجلس الأمن الدولي.

تعليقات
إرسال تعليق