الصدق
الصدق منجاةالصدق صفة ملازمة للمسلم في كل جوانب حياته وهي أساس علاقة الناس مع بعضهم البعض، فالصادق يحبه الناس ويتعاملون معه ويثقون به ويأتمنون له، ويشاركونه في التجارة وبالتالي تزيد أرباحه وأرزاقه، وهو مؤتمن عندهم، أما الكاذب يتجنبه الناس ولا يثقون به، وإذا أراد الأب أن يزوج ابنته بحث عن إنسان صادق أمين يؤتمن له ذو سمعة طيبة، وتكمن أهمية الصدق في أنه أساس الأخلاق فمن يصدق لا يكذب ولا يسرق ولا يغش ولا يخدع، فالصدق منجاة؛ ينجي صاحبه من آفات كثيرة ناتجة عن الكذب، وسيتم الحديث في هذا المقال عن أهمية الصدق.
أنواع الصدق
للصدق أنواع متعددة نذكر منها:
صدق الإنسان مع ربه: وذلك بأن يصدق الإنسان مع ربه ويخلص بالعبادة له، فلا يكون فيها رياء أو سمعة وتكون غايته ومبتغاه إرضاء الله والتوجه إليه بكل إخلاص.
صدق الإنسان مع نفسه: عندما يصدق الإنسان مع نفسه ويكون صريحًا معها يحاول تصحيح أخطائه ويسعى جاهدًا إلى تسويتها، ينعكس هذا عليه في كل جوانب حياته ويكون قادر على مواجه نفسه وضبطها ويكون أقل عرضةً لمواجهة المشاكل.
صدق الإنسان مع الآخرين: فالمسلم يصدق في كل معاملاته مع الآخرين كالبيع والشراء والتجارة فلا يكذب عليهم ولا يخدعهم ولا يغشهم ويكون صادقًا في مواعيده ملتزم بها.
أهمية الصدق في حياة الإنسان
الصدق يهدي إلى الطريق الصحيح في الحياة الدنيا ويجنب صاحبه من عواقب وخيمة كالكذب والغش والخداع.
يزيد من ترابط الناس فيما بينهم ويقوي علاقاتهم مع بعضهم البعض فالإنسان الصادق يحبه الناس ويتقربون منه ويبنون علاقات جيدة معه.
يشعر المسلم بطمأنينة في قلبه ويكون بعيدًا عن أمراض نفسية كثيرة ناتجةً عن الكذب كالقلق والتوتر والخوف، قال رسول الله -صل الله عليه وسلم-: “دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لاَ يَرِيبُكَ، فَإِنَّ الصِّدْقِ طُمَأْنِينَةٌ، وَإِنَّ الْكَذِبَ رِيبَةٌ“.
الصادق تكون علاقته مع ربه قوية وينال رضى الله في الدنيا والآخرة، فهو يستشعر رقابة الله له، ويكتب من الصادقين، ويحشر مع الأنبياء والصالحين والصادقين وحسن أولئك رفيقًا قال تعالى: “قَالَ اللّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ“.
الصدق ينجي صاحبه من أهوال يوم القيامة.
الصادق يكون أقل عرضة للمشاكل فيعيش في استقرار وتوازن في حياته.
الصادق يحصل على درجة عالية ومكانة رفيعة في حياته ويكسب ود الناس واحترامهم.
الأخلاق الحميدة هي رأس المال في الحياة الدنيا؛ حيث أوصت جميع الشرائع السماويّة بالالتزام بالأخلاق، وذلك لأنّها هي أساس حياة المجتمعات، وأساس تقدّمها وتطوّرها ورفعة أبنائها؛ فمجتمع بلا أخلاق هو مجتمعٌ فاسدٌ بالضرورة، تنقصه روح الحياة، وتنعدم منه المثل العليا. لا يقتصر مفهوم الأخلاق على صفةٍ واحدةٍ فقط، فهناك منظومة أخلاقٍ طويلة، علينا الالتزام بها جميعاً، ومن بينها الصدق. الصدق منجاة، وهو أوّل دروب الخير، وصفة المؤمنين، والأنبياء والصالحين، وقد امتدح الله سبحانه وتعالى الصدق، وذكره في أوصاف أهل الجنة، وأمر الناس به، كما وردت العديد من الأحاديث الشريفة التي تحثّ على الصدق، وتعظمه لأنّ فيه من الخير الكثير، وقال عنه الرسول عليه الصلاة والسلام بأنه طريقٌ للبر، ومن المعروف أنّ الرسول محمد عليه الصلاة والسلام كان يُلقّب بالصادق الأمين، فالتحلي بالصدق هو اقتداءٌ بأخلاق نبي الأمة، عليه الصلاة والسلام. بالإضافة لفضل الصدق في تماسك وبناء المجتمعات، فهو أيضاً جالبٌ للحسنات، لأن الكذب وهو خلاف الصدق يعتبر من المحرمات، التي تدخل في صغائر الذنوب أو كبائرها، حسب خطورة الكذبة وموقفها، كأن يخالف الشخص قول الصدق، ويحلف يمين الزور، فكذبةٌ مثل هذه، عقابها عسير، كما أن حبل الكذب قصيرٌ جداً، عكس الصدق الذي يبقى سر النجاة، حتى لو خسر الشخص أشياءً ظاهريةً بقول الصدق، يبقى الصدق هو الخير، وهو الأفضل، وطوق النجاة الذي ينقذنا من براثن الكذب، الذي يؤدي إلى الفجور، عكس الصدق الذي لايؤدي سالكه إلا إلى درب الخير، والبر والحق. ومن مميزات الصدق، أنه أساسٌ للكثير من الأخلاق التي تقوم عليه، فلا يمكن أن يكون الشخص سوياً إن لم يكن صادقاً، ولا يمكن أن يكون وفياً بالعهود والمواثيق إن لم يكن صاحب لسانٍ صادقٍ، لا يقول غير الحق، ولا ينطق إلا بالصدق، لأن الشخص الكاذب ينفر منه الجميع، ولا يستأمنونه على أنفسهم، ولا على أموالهم، ولا يمكن أن يكون موضع ثقتهم أبداً، خصوصاً أن الصدق صفةٌ لله تعالى، أطلقها على نفسه، وارتضاه لعباده، والكذب مخالفةٌ لفطرة الإنسان السليمة، التي فطره الله سبحانه وتعالى عليها. لا يكون الصدق في مواقفٍ ويغيب في مواقف؛ بل يجب الالتزام بالصدق في جميع شؤون الحياة، لأن الصادق صادقٌ دوماً، ولا يمكن أن يكون كاذباً وصادقاً في الوقت نفسه، لأنّ الصدق مبدأ أخلاقي، لا يقوم على التجزئة، ولا على المحاباة، ونسأل الله العظيم، أن يجعلنا جميعاً من الصادقين الطيبين، الذين يستمعون القول فيتّبعون أحسنه.
أقوال عن الصدق
الصدق في اللهجة عنوان الوقار، وشرف النفس، وصنعة العلم، لا يرتفع فيها إلا صادق، فالصدق أولى تخلقا من تحصيل العلم، وعلى المسلم أن يبدأ بتربية نفسه على الصدق قبل تحصيل العلم ؛ كما جاء في بعض آثار السلف.محمد علي فركوس.
(وقل ربِّ أدخلني مُدخل صدقٍ وأخرجني مُخرج صدقٍ) سورة الإسراء:80
إن الصدق طمأنية، والكذب ريبة. محمد صلى الله عليه وسلم
عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، والبر يهدي إلى الجنة. محمد صلى الله عليه وسلم
وما يزال الرجل يصدق ويتحرّى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً. محمد صلى الله عليه وسلم
عليك بالصدق وإن قتلك. عمر بن الخطاب
نُضرة الوجه في الصدق. علي بن أبي طالب
ازرع الصدق والرصانة تحصد الثقة والأمانة. أمين الريحاني
إذا كُنت صادقاً فلماذا تحلف؟! شكسبير
الصدق عزٌّ والباطل ذُلٌُّ. مثل عربي
الصدق منجاة والكذب مهواة. مثل عربي
الصدق عمود الدين، ورُكن الأدب، وأصل المروءة. إبراهيم اليازجي
الصادق من يصدق في أفعاله صدقه في أقواله. ديوجين
الصدق ربيع القلب، وزكاة الخلقة، وثمرة المروءة، وشعاع الضمير. ثابت بن قُرّة

تعليقات
إرسال تعليق