القائمة الرئيسية

الصفحات

بحث عن دور الدولة في مواجهه الإرهاب


دور الدولة في مواجهه الإرهاب


المقدمه:
لقد كانت مصر أول من دعت إلي عقد مؤتمر دولي لمكافحة الإرهاب وكانت تلك المبادرة والتي أطلقها الرئيس السابق مبارك في حديثه أمام الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا في 28 يناير 1986

 تقوم على قاعدتين اساسيتين:

القاعدة الأولى :
أمنية ، وتقضي بملاحقة الخلايا الإرهابية وعناصرها في كل مكان وأن يقوم تعاون دولي بين الأجهزة الأمنية لهذا الغرض وأن تتم ملاحقة مصادر تمويل الإرهاب عبر الشبكة المالية الدولية .

القاعدة الثانية :
فكانت تقضي بالبحث عن جذور الإرهاب وإجتثاثها وقال الرئيس السابق في هذا الصدد بوضوح وثقة " إن سيف الإرهاب سيطال الجميع " . وقد طرح الرئيس مبادرته في جميع المحافل الدولية وأشار إليها في عدد كبير من أحاديثه ولقاءاته ...

في 27 يناير 1987  قال الرئيس السابق في كلمته أمام مؤتمر القمة الإسلامي الخامس في الكويت :
أ – أن مصر قد نبهت منذ ما يزيد علي عام إلى ضرورة التصدي لظاهرة الإرهاب والكشف عن دوافعها وآثارها السياسية والإقتصادية والنفسية .

ب - أن مصر قد دعت إلي التفرقة بين أعمال الإرهاب المستنكرة وبين النضال الذي تخوضه حركات التحرير الوطني للخلاص من الاحتلال الأجنبي والإستعمار والسيطرة .
الإجراءات التى اتخذها مجلس الدفاع الوطنى بعد احداث تفجير كنيستى طنطا والاسكندرية لا تكفى وحدها رغم اهميتها لمواجهة الارهاب الذى تتعرض له مصر وظاهرة التطرف والتعصب الدينى التى انتشرت فى السنوات الماضية بشكل يدعو للقلق لما ترتب عليها من ظواهر سلبية بما فى ذلك هذه الاحداث الارهابية. ان اعلان حالة الطوارئ وتشكيل المجلس الاعلى لمكافحة الارهاب والتطرف يغلب عليهما الطابع الامنى الذى لا يكفى وحده للقضاء على الارهاب والتطرف.

فما نواجهه له ابعاد اقتصادية اجتماعية ثقافية وليس فقط مجرد تهديد للامن، فهناك بيئة مواتية للتنظيمات الارهابية لتجنيد الشباب من الأحياء العشوائية

ومن الفئات المهمشة ومن الذين لا يجدون المستوى الاجتماعى اللائق، حيث تتزايد فى مصر فى الـ 40 سنة الاخيرة الأحياء العشوائية التى تستوعب ملايين المواطنين الذين لا يجدون المسكن الآدمى ولا العمل المنتظم ولا الدخل الثابت فضلا على انتشار الأمية والجهل، كما ان ظاهرة البطالة التى لا تجد حلولا فعالة تلعب دورا فى تهيئة البيئة التى ينشط فى ظلها المتطرفون وتتصاعد اعمال العنف والارهاب.

واذا كانت هناك اطراف خارجية تمول الارهاب وتقدم للمنظمات الارهابية فى الداخل الدعم اللوجستى والخبرة والافراد فإن ذلك لا ينفى ان الاوضاع الداخلية التى اشرنا اليها هى الاساس فيما نواجهه من ارهاب وان هذه العوامل الخارجية هى عوامل مساعدة.

من هذا كله فإن الحاجة الماسة لتغيير هذه البيئة المواتية لانتشار الارهاب والتطرف والتعصب الدينى الى بيئة مناهضة تتطلب قيام المجتمع المدنى بدور اساسى لتحقيق هذا الهدف من خلال انشطة اجتماعية واقتصادية وثقافية ودينية ترفع مستوى معيشة المواطنين وتشيع الاستنارة فى المجتمع وتنشر قيم التسامح والتراضى والاعتراف بالآخر والمشاركة والادارة السلمية للتنوع والاختلاف، والمقصود بالمجتمع المدنى هنا هو مجموعة التنظيمات التطوعية الحرة التى ينشئها المواطنون لتحقيق مصالح افرادها او لتقديم خدمات للمواطنين او لممارسة انشطة انسانية متنوعة مثل الجمعيات الاهلية والنوادى الرياضية والاجتماعية ومراكز الشباب والاتحادات الطلابية وجمعيات رجال الاعمال والنقابات المهنية والنقابات العمالية. وهذه المنظمات والمؤسسات جميعا قادرة لو عبئت قواها ومارست انشطتها فى كل انحاء المجتمع على القيام بدور فعال فى مواجهة الارهاب والتطرف.

يكفى ان الجمعيات الاهلية وحدها تتجاوز 45 ألف جمعية يمارس بعضها انشطة اجتماعية ويقدم بعضها الآخر خدمات متنوعة ثقافية واقتصادية واجتماعية. كما ان النقابات المهنية والعمالية تقدم لأعضائها خدمات متنوعة وتحافظ على مصالحهم. وتتيح مراكز الشباب والاندية الرياضية والثقافية والاجتماعية لاعضائها فرصة كبيرة لممارسة انشطة انسانية متنوعة. ولو تضافرت جهود كل مكونات المجتمع المدنى فى نشر ثقافة التسامح والاستنارة من خلال أنشطتها المتنوعة فإنها تساهم بشكل حقيقى فى تحصين المواطنين ضد التطرف والاستجابة لمحاولات تجنيدهم للمنظمات الإرهابية وهناك امكانية كبيرة لمنظمات المجتمع المدنى للنهوض بمستوى معيشة الفئات المهمشة وسكان الاحياء العشوائية ومساعدتهم فى ايجاد المسكن الآدمى والعمل المنتظم وادماجهم فى المجتمع

وتمكينهم من التعرف على القيم الانسانية الرفيعة من خلال العروض السينمائية والمسرحية فى اماكن اقامتهم وفى مراكز الشباب والاندية. كما كان الحال فى سنوات سابقة حيث كان يتاح لمثل هؤلاء المواطنين ان يكونوا على صلة بالثقافة الانسانية والقيم الايجابية ان المسئولية جسيمة والعبء كبير ونحن فى مفترق طرق يتطلب من الجميع القيام بمسئولياتهم فى مواجهة التطرف والارهاب وان لم نقم جميعا بالدور المطلوب منا فلا نلومن الا أنفسنا.

تعليقات