اثر العلم و الإيمان في نهضة الأفراد والدولة
اولا : بالنسبة للعلم :
العلم للفرد والمجتمع قال الله تعالى: "وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا" ما أجمل هذه الآية الكريمة وما أروع معناها؛ الدعاء والطلب من الله أن يزيد المرء علماً لا مالاً ولا ميراثاً ولا جاهاً إنّما علماً، لأن العِلم هو النبراس الذي تضاء به الظلمات الحالكة، وهو الراية العالية التي ترشد إلى ما فيه خير الإنسان في الدنيا والآخرة. العِلم بقول خير المرسلين صلّى الله عليه وسلّم فريضة على كل مسلمٍ ومسلمةٍ، وأن الذي يسلك في طريق يريد به العِلم يسير وسهل الله له ذلك ويسَّر له طريقاً إلى الجنة، وكان صلّى الله عليه وسلّم يقول: "إنّما بُعُثتُ مُعَلِّما" فكان حريصاً على تعليم أصحابه لإدراكه بمكانة العِلم وأهميته في نهضة الأمة وتطورها على مر الأزمان، فبعد غزوة بدرٍ الكبرى ووقوع كفار قريشٍ في الأَسِر فقرّر الرسول الكريم أن يكون فداء المتعلم منهم بأنّ يعلم عشراً من أصحاب الرسول القراءة والكتابة بدلاً من أن يُفدى بالمال، وكان يحث أصحابه على تعلم لغاتٍ أخرى لأنّ من عرف لغة قومٍ أمِن شرّهم وأذاهم.وعن أهمية العلم للفرد،
قال الله تعالى: (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ)، ومن فوائد العلم: توسعة مدارك الفرد وقدرته على الفهم والإدراك والاستيعاب والتحليل والنظر إلى الموضوع أو القضية من أكثر من زاويةٍ. العلم يكسب الفرد الاحترام الذاتي والاحترام والتقدير والمهابة من قبل الآخرين ويرفع درجته كما أخبر بذلك القرآن الكريم. العلم ينير العقل ويهدي إلى الحق والصواب إذا استخدم في الخير وقُصِد به النفع للنفس وللناس. بالعلم تستطيع كسب الرزق والحصول على الوظيفة الملائمة الثابتة في القطاع الحكومي والخاص. العلم يسهل على الفرد الحياة ويُطوع كل شيءٍ لخدمته من الطبيعة والتكنولوجيا فيصبح كل شيءٍ بمتناول يديه.
أما بالنسبة للمجتمع
، تظهر اهمية العلم فيما يأتي: العلم يبني المجتمعات القوية المتماسكة المكتفية ذاتياً المعتمدة على نفسها في تعليم أبنائها للحصول على جيلٍ متعلمٍ واعٍ مثقفٍ يستطيع التقدم بالمجتمع اقتصادياً وصناعياً وحضارياً. العلم جزء من حضارة المجتمع وهي الوسيلة الوحيدة للتغلب على المشاكل التي تواجه المجتمع على الصعيد الاجتماعي والبيئي والطبيعي. بزيادة عدد المتعلمين في المجتمع تقل الجريمة والمشاكل الناتجة عن قلة التعليم كالتسول وعمالة الأطفال والمراهقات والمشاكل الاجتماعية الأخرى والظواهر السلبية في المجتمع. العلم يحمي المجتمع من سيطرة أفكار وأكاذيب مضللة على أبناء المجتمع من فئات تريد الشر لأي مجتمعٍ كان. العلم يجعل المجتمع يحقق الريادة في العلوم والصدارة في مراكز القوة والمال والأعمال ويصبح من الدول الأكثر سيطرة على العالم.
أثر الإيمان على المؤمن
إن أثره عظيم جد عظيم لمن كان له قلب فملأه بالإيمان فالإيمان بالملائكة يجعل المؤمن يستحي من معصية الله لعلمه أن الملائكة معه ترافقه وتراه ولا يراها ، تحصي عليه أعماله بسجلات محكمة لا تغادر صغيرة ولا كبيرة والإيمان بالكتب يجعل المؤمن يعتز بكلام الله ويتقرب إليه بتلاوة كلامه والعمل به ويشعره ذلك أن الطريق الوحيد إلى الله هو إتباع ما جاء فيكتبه والذي جاء القرآن مهيمنا عليها ومطبقا بها .
والإيمان بالرسل يجعل المؤمن يأنس بأخبارهم وسيرهم لا سيما سيرة
المصطفى صلى الله عليه وسلم فيتخذهم أسوة وقدوة .
والإيمان باليوم الآخر ينمي في النفس حب الخير ليلقى ثوابه في جنات
ونهر ويُكره في النفس الشر ودواعيه خوفا من نار تلظى ومن وقوف
بين يدي المولى .
والإيمان بالقدر يجعل نفس المؤمن لا تخاف ما أصابها ولا ترجو ما سوى
ربها لا تقنع إلا بالله ولا تلجأ إلا لله .. لا تخضع للطغيان بل تخضع للرحمن .
آثار الإيمان على الحياة
للإيمان آثار مشرقة تنعكس على تصورات الأفراد وسلوكهم في الحياة
حتى إنك لترى القرآن يمشي على الأرض في أشخاص بعض الإفراد .
آثار الإيمان على المجتمع
• الثبات بكل صوره ومعانيه عند الشدائد والمحن والمصائب
• الثبات يوم تمتحن الأمة بأعدائها
• الثبات للداعي في دعوته
• الثبات للمصاب عند مصيبته
• الثبات للمريض عند مرضه حتى الممات
• الثبات أمام الشهوات
• الثبات أمام الشبهات
• الثبات على الطاعات
هاهو صلى الله عليه وسلم يحمل الإيمان في صف ، والبشرية كلها
في صف مضاد ، فانتصر بالإيمان ، صدع بالحق لا يرده عنه راد ولا يصده صاد .
ومن آثار الإيمان
• ديمومة اتهام النفس والخوف من الرياء والنفاق ، وعدم احتقار الذنب. فالمؤمن يرى ذنوبه كجبل يقعد تحت أصله ، يخشى أن يسقط عليه أما المنافق فيرى ذنوبه كذباب وقع على أنفه فأطاره بيده، ما خاف النفاق إلاَ مؤمن ، وما أمِنه إلا منافق.
• زيادة الأمن في البلدان علي الأموال والأعراض ، والطمأنينة والهدوء في الأنفس والقلوب يقول المولى سبحانه :(( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون ))
• نبذ كل ما يفرق الأمة من قوميات وعصبيات وعنصريات ونعرات

تعليقات
إرسال تعليق